تقنيات النجاح في المقابلة الشفوية لولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين
الدكتور المحترم: رشيد فعدة
الاطار: متصرف تربوي
الايمايل: Rachidfaada1@gmail.com
تقديم :
تعتبر المقابلة الشفوية
بالنسبة للجنة العلمية المكلفة بالاختيار الفرصة الأخيرة والحاسمة قبل الاختيار
النهائي، والمقابلة أنواع وأشكال متنوعة، إلا أن المقابلة التي يتم من خلالها
انتقاء الأطر التي تسند إليها مناصب التدريس و الإدارة التربوية، لا تخرج عن شكل
المقابلة الكلاسيكية أي المترشح في مواجهة لجنة من ثلاث إلى خمسة أعضاء.
قد يتحدث واحد منهم
والآخرون ملاحظون، وقد يتناوبون على الكلمة حسب المحاور التي سيختبر فيها المترشح.
ومما لاشك فيه أن المقابلة تثير الكثير من المخاوف لدى المترشحين. وهذا التخوف نابع من جهة، من كون المقابلات شيء جديد لم يتم اعتمادها في انتقاء أطر الإدارة التربوية إلا في السنوات الأخيرة وبالتالي فالمترشح ليست له أدنى فكرة عن الأشخاص الذين سيقابلهم، ولا عن الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بالمقابلة، وليست له أكيد تجارب سابقة لأنه كما يعلم الجميع، باستثناء الاختيارات الشفوية في الكليات، فالمقابلات الشخصية وجها لوجه، لم تكن يوما آلية من آليات التقييم في مدارسنا، بل أن البرامج الدراسية ليس فيها ما يذكر عن تقنيات المقابلة.
1- أهمية المقابلات الشفوية وفوائدها
المقابلة
الشفوية الشخصية مهمة جدًا بالنسبة لطالب الوظيفة وكذلك للجنة العلمية المكلفة
بالتوظيف، ويمكننا تحديد أسباب أهميتها في أنها تتميز بما يلي:
آخر مراحل التوظيف
تأتي المقابلات الشفوية الشخصية كمرحلة
فاصلة يُتخذ فيها القرار النهائي بقبولك أو رفضك، وهذا يعني أنها فرصة ذهبية
للتأكيد على رغبتك في الحصول على الوظيفة، وإثبات كفاءتك والتعريف عن مهاراتك
وخبراتك، بالإضافة إلى اعتبارها الوقت الملائم للتعرف على بيئة العمل وتفاصيله،
وترك انطباع إيجابي دائم لدى المحور.
تساوي الفرص
عندما يتنافس عدد من الأشخاص على شغل وظيفة واحدة، تُصبح المقابلات الشخصية ضرورة لاختيار المرشح الأكثر كفاءة، لذا تعتبر المقابلات الوظيفية أداة عادلة تضمن اختيار موظف مناسب لبيئة العمل، يتمتع بالمهارة والكفاءة والخبرة، وقادر على تحقيق مصلحة المؤسسة.
تجعل الرؤية أوضح
مقابلة العمل ليست مجرد فرصة لإقناع اللجنة العلمية بأهليتك للتوظيف، بل هي
فرصة ذهبية لك لتكوين انطباع شامل عن بيئة العمل المستقبلية، كما أنها فرصة للتعرف
على ثقافة المؤسسة، وتحديد أسلوب القيادة فيها والتحقق من ملائمتها لك من حيث
القيم والمبادئ؛ لتتأكد في النهاية أن هذا المكان أهل لتحقيق طموحك.
تقييم السمات
الشخصية
بعض الأمور لا يمكن معرفتها إلا من خلال المقابلات الشفوية الشخصية، مثل قوة
الشخصية، مستوى الثقة بالنفس، القدرة على مواجهة المواقف الصعبة، هل أنت شخص عفوي
أم لا، كل هذه المعلومات أساسية للجنة
العلمية معرفتها حين يختارون موظفًا، لأنهم يريدونه ملائمًا تمامًا لوظيفته.
2- كيف تنجح في المقابلة الشفوية ؟:
هناك مجموعة من
النصائح التي يمكن أن تتبعها حتى تنجح في المقابلات الشخصية وتحقق النتيجة المرجوة
منها، ومنها ما يلي:
ـ إظهار الثقة بالنفس
قبل أن تذهب إلى المقابلات الشخصية تذكر دائمًا أنه لو لم يتم قبولك في هذه الوظيفة فلن تكون نهاية العالم، عليك أن تتخلى عن القلق وأن تتحلى بالثقة بالنفس في المقابلة وأنت تحاول إبراز كل مميزاتك وقدراتك وخبراتك السابقة.
ـ لا تتحدث دون معرفة
من المتوقع أن يتم طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمجال وظيفتك، بعضها قد تعرف إجابته وبعضها الآخر لا، يجب عليك عدم تقديم أي إجابة لست متأكدًا منها، الأفضل أن تخبر الشخص يدير المقابلة الشخصية معك أنك لا تمتلك المعلومات الكافية في الوقت الحالي وأنك ستعود وتبحث عنها بشكل متوسع أكثر.
ـ ناقش ولا تجادل
قد تجد في المقابلات الشخصية بعض الأسئلة الخلافية التي يطرحها المحاور للتعرف على طريقة تفكيرك، حاول أن تعرض وجهة نظرك بأسلوب نقاش مهذب وتجنب الجدال غير المفيد، من المهم كذلك معرفة متى تتوقف عن النقاش والاكتفاء بالاستماع للطرف الآخر، تأكد أن ربحك لهذا النقاش ليس بالأهمية الكبرى، لا تنافق لكن لا تجادل بلا فائدة.
ـ الحفاظ على مهارات الاتصال الفعالة
يجب عليك بين الحين والآخر تعزيز
مهارات اتصالك مع الآخرين، حيث أنها تساعد بشكل كبير في اجتيازك لبعض المقابلات
الشخصية.
حاول أن تركز انتباهك مع المحاور
وتوصل له شعورك بالثقة في النفس أثناء تقديم الإجابات، انصت له باهتمام وتحدث معه
بهدوء ووضوح؛ لتتمكن في النهاية من إقناعه.
ـ التسويق لنفسك بأفضل شكل
قد تمتلك مهارات متميزة للغاية
تؤهلك للحصول على الوظيفة لكنك لا تعرف كيف تبرزها لمن يجري معك مقابلة شخصية.
من أهم المهارات التي يجب أن تكتسبها هي معرفة كيف تظهر إيجابيا تك بشكل كبير وتسلط عليها الضوء وتوجه المحاور للتحدث حولها، هذا الأمر يُعرف بأنه تسويق للذات وكأنه منتج أو خدمة وعليك أن تقنع الشخص بمدى أهميتك والفوائد التي سيحصل عليها من خلال التعامل معك.
3 - إجراءات قبل المقابلة:
§ قبل
موعد المقابلة بأسبوع، خطط لرحلتك إذا كانت المسافة طويلة، تأكد من الوقت الذي
تستغرقه الرحلة، والوسيلة الأكثر سلامة وراحة، أعط نفسك متسعا من الوقت للوصول.
§ فكر
مليا بالملابس التي سترتديها. لست في حاجة لشراء ملابس جديدة، فالملابس النظيفة
المرتبة ستفي بالغرض.
§ هيئ
كل الوثائق التي يمكن أن تطلبها منك اللجنة، ولتكن نسخا نظيفة، وتدرب على الإجابة
على الأسئلة التي قد تطرح عليك، سجل براهينك وحججك لكي تكون محضرة ذهنيا أثناء
إجابتكم.
§ ليلة
المقابلة عليك النوم باكرا، فالنوم الكافي مفيد للذاكرة، وصبيحة يوم المقابلة قم
ببعض التمارين الخفيفة ولو داخل غرفتك، قصد تخفيف الضغط النفسي.
§ قبل
الدخول إلى القاعة التي ستجرى فيها المقابلة، ستظهر عليك بعض الأعراض الجانبية،
كسرعة خفقان القلب، واضطراب المعدة، وارتجاف الأطراف، لا تنزعج فتلك ردات فعل
فيزيولوجية عادة ما تقع في الاختبارات والتحديات، لا تهتم ولا تدعها تؤثر عليك، بل
حاول تجاوز ذلك بالحديث مع بعض المترشحين الآخرين في قاعة الانتظار.
4 - اجرءات اثناء المقابلة :
§ عند
دخولك، ابد واثقا وقبل جلوسك سلم على أعضاء اللجنة، وعرفهم بنفسك. ولا تجلس حتى
يأذنوا لك بذلك.
§ عند
الإجابة تجنب نعم ولا، ولتكن الإجابة أكثر شمولا مشفوعة بأمثلة، وكن صادقا في
حديثك عن معارفك ومهاراتك وانجازاتك، وإذا لم تفهم السؤال فلا تتردد في الاستفسار.
تكلم بوضوح وتلقائية.
§ أنصت
جيدا ولا تقاطع، لا تنس أن أعضاء اللجنة يحبون الأشخاص الذين ينصتون، ويوجزون ما
يجب ايجازه، والأشخاص الذين يأتون للمقابلة مستعدين، ويبدون واثقين ونشيطين.
خاتمة:
ختامًا، تناولنا
في هذا الموضوع كل ما يتعلق بالاستعداد النفسي قبل الذهاب إلى المقابلات الشفوية
الشخصية لهذا اترك لنفسك وقتا للتفكير قبل الاجابة ، ولتكن اجابتك مباشرة وصادقة
وواضحة ،كما يجب التكلم بالوضوح والصدق ،وكن مهذبا في حركاتك وسكناتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق