المسالة التربوية التعليمية بالمغرب- الباحث التربوي علي أشهبون

المسالة التربوية التعليمية بالمغرب

Ali achehboun

تتداخل مكونات المسالة التعليمية وتتشابك لدرجة يصعب معها الفصل بينها اللهم الا من أجل الدراسة والبحث والتمحيص.
وبقدر هذا التداخل والتشابك بقدر ما يكثر المتدخلون في هذا الشأن: السياسي، النقابي، الاقتصادي، الاجتماعي، التربوي، التعليمي،(تلاميذ، آباء، امهات، مدرسون، اداريون، مفتشون، باحثون، وزراء ، عموم الشعب..........) وهذا ما يجعل وجهات النظر تختلف وتتباين كل من منظوره، بل انها في اغلب الاحيان تكون متناقضة ومتضاربة، وهو ما يجعل المنظومة لا تبرح مكانها ولا تتطور ولا تستفيد من تقدم العلوم والتقنيات،خصوصا أذا لم يوليها المسؤولون حقها من الاهتمام من طرف ذوي الاختصاص وعدم تركها لكل من هب ودب.
اننا كمتخصصون في الشأن التربوي التعليمي سنحاول أن نساهم في اثارة النقاش واثرائه محاولين تسليط الأضواء على المنظومة التربوية المغربية من الداخل اي من خلال بسط وتحليل ومناقشة كل هذه المكونات: المدرسة، المنهاج، المدرس، المتعلم، الطرائق التربوية، التقويم، الدعم ......الخ اسهاما منا في ترسيخ ثقافة تربوية جادة وهادفة، خصوصا في اختفاء التكوين الاساس وندرة التكوين المستمر ، وفي زمن التعاقد والتوظيف المباشر دون اي تكوين مهني وتكليف غير ذوي الاختصاص بدروس الدعم في غياب تام لمفهوم الدعم التربوي بمعناه الحقيقي والفاعل.
وقبل هذا وذاك لابد من التأكيد على الاعتراف بفشل منظومتنا التربوية من طرف كل الجهات الشيء الذي جعل المغرب يعتمد اكثر من 13 محاولة اصلاح تبوء كلها بالفشل ، مما يجعلنا نطرح اسئلة عريضة وكثيرة من مثل:
   1)            هل هناك نية حقيقية في الاصلاح؟
   2)            هل يعتمد الاصلاح على بحث حقيقي ودراسة ميدانية لتحديد ايجابيات المنظومة وسلبياتها؟
   3)            هل يتم اختيار الموارد البشرية الكفءةوالمتخصصة لذلك؟
   4)            هل يعطى الوقت الكافي لمشاريع الاصلاح؟
   5)            هل يتم التنزيل وفق التصور والرؤية الاصلية للإصلاح؟ ام تصل الرؤية الى ارض الواقع وقد تغير مضمونها؟
   6)            هل يتم التنزيل وفق ظروف سليمة وفي اجال معقولة وباطر متخصصة؟
انها مجموعة من الاسئلة التي تطرح نفسها من اجل ضمان الحد الادنى من الشروط الضرورية لاي اصلاح؛ فلربما يكون الاصلاح جيدا ومناسبا ولكن محتواه ومغزاه يضيع في عدم توفير الظروف الملائمة لتنزيله، أو عن طريق تنزيله من طرف أناس لم يفهموا ولم يستوعبوا كنهه ومضمونه.
بعد كل هذا تعالوا نقف عند المحطات الرئيسية التي عرف فيها تعليمنا اصلاحا لنكون اولا على اطلاع لما سبق ان جربناه ، ولناخذ العبرة من التاريخ تاريخ اصلاح المنظومة التربوية التعليمية.

المراحل التي مر منها اصلاح التعليم بالمغرب:

               1)            اللجنة الرسمية لاصلاح التعليم 1957
               2)            اللجنة الملكية لاصلاح التعليم 1958-1959
               3)            التصميم الخماسي 1960-1964
               4)            مناظرة المعمورة 1964
               5)            التصميم الثلاثي 1965-1967
               6)            مناظرة ايفران الاولى  1970
               7)            مناظرة ايفرانالثانية  1980
               8)            المخطط الخماسي 1981-1985
               9)            مشروع الاصلاح لسنة 1985 (تبني نظام التعليم الاساسي)
         10)            الهيئة الخاصة لإصلاح التعليم 1994
هي لجنة موسعة تتكون من أعضاء من مجلس النواب، وممثلي الإدارات التعليمية والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والنقابية.
 وقد نظمت سلسلة من الجلسات خلال الفترة الممتدة من 5 ماي 1995 إلى 9 يونيو 1995، أنجزت  تقريرا مفصلا في 25 يونيو1995 يعرف بوثيقة المبادئ الأساسية،
حاولت ملامسة مكمن الخلل في نظامنا التعليمي،
وحاولت طرح بعض الحلول الممكنة لتجاوز هذه الوضعية،
              وقد تم رفض نتائج هذه اللجنة من طرف الملك (الخطاب الملكي لـ 6 نونبر 1995)
         11)            اللجنة الخاصة للتربية والتكوين 1997 (الميثاق الوطني)
في سنة 1997، أحدثت اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين، يتراسها مستشار الملك مزيان بلفقيه وضمت في عضويتها 33 شخصا، عضوان عن المجالس العلمية و14 عضوا عن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان و8 أعضاء عن المركزيات النقابية و9 أعضاء آخرين، حيث خلصت اللجنة إلى اعتماد الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
         12)            المخطط الاستعجالي 2009-2012
تم تحديد 23 مشروعا من أجل تسريع وتيرة تطبيق الإصلاح، في سياق المبادئ الموجهة، وتوصيات تقرير 2008 للمجلس الأعلى للتعليم
         13)            الخطة الاستراتيجية 2015-2030
ولنا عودة للموضوع لتفصيل بعض المحطات التي نعتبرها هامة في هذا السياق.

الباحث التربوي علي أشهبون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق