ولوج المعاهد العليا واشكالية التقويم التربوي- الباحث التربوي ذ.علي أشهبون

ولوج المعاهد العلياواشكالية التقويم التربوي

ali achehboun

بعد أن هدأت موجة الامتحانات والنتائج والمعدلات وما رافق ذلك من فرح او حزن أو حسرة وألم، بعد أن هدأ كل ذلك دعونا نفكر معا في مسالة بالغة الاهمية الا وهي التقويم التربوي او التقييم التربوي ؛ ذلك باعتبار التقويم اعم من التقييم لان التقييم يعني اعطاء قيمة للشيء اي اعطاؤه نقطة من اجل اتخاذ قرار النجاح او الرسوب بمفهوم الاختبار او الامتحان ، أما التقويم فهو اعم اذ يتجاوز مفهوم التقييم ويزيد عليه اصلاح الاعوجاج الذي يقف عليه التقييم، أي وضع خطة للدعم التربوي من اجل تجاوز النقص.
لنعد لامتحانات الباكالوريا ونتائجها ودون الخوض في تفاصيل اعطاء النقط سواء بالمؤسسات العمومية او الخصوصية وسواء في المراقبة المستمرة او في الامتحان الجهوي او الوطني .
ألا يعد كل من نجح في الامتحان حاصلا على البكالوريا؟ ومن حقه ولوج مختلف المعاهد العليا والجامعات دون تمييز وشروط مسبقة للحصول على 16 فما فوق ؟
الا نساهم في قتل التعليم العالي واقصد هنا الكليات والجامعات التي يتجه اليها عامة الحاصلين على البكالوريا بمعدل عاد؟ الا تختار المعاهد العليا وكليات الطب (النخبة من الطلبة) بمفهوم المعدلات العالية وتترك الباقي - والذي هو دون المستوى حسب هذا المنطق – ليكمل دراسته في العلوم الانسانية والعلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية..و...و.... ؟
اي منطق هذا؟ وأي تكافؤ للفرص؟ واي مساواة؟
لماذا لا نفتح المجال لكل حاصل على البكالوريا للترشح لاي معهد اراد او اية كلية شريطة حصوله على البكالوريا فقط وانذاك يمكن لكل معهد أن يجري اختباراته لانتقاء من يصلحون له علميا، وأنا متأكد - حسب تجربتي- ان نسبة مهمة ممن حصلوا على معدلات عادية في البكالوريا سينجحون في ولوج هذه المعاهد ، وان نسبة مهمة من ذوي المعدلات المرتفعة سوف لن يحالفهم الحظ في ولوج تلك المعاهد. ذلك لاننا نعرف كيف يتم التلاعب بالنقط والنفخ فيها ، وكيف تلعب الدروس الخصوصية دورها والساعات الاضافية ....و...و.....
بالإضافة الى ذلك مسالة التقويم التربوي والمراقبة المستمرة والتي لانجد منها الا الاسم اما المضمون فهو اختبار او امتحان ، ولا يمت الى المراقبة المستمرة بشيء. وهنا لا بد من الاشارة الى ان المراقبة المستمرة لما تبنتها الوزارة في بادئ الامر كان المقصود من ذلك تجاوز صعوبات الامتحان وما يطرحه من تقويم المتعلم خلال فترة معينة والحكم عليه من خلال تلك الفترة دون مراعاة لظروفه وصحته وما يمكن ان يعاني منه في تلك الفترة بالذات. لذلك جاءت المراقبة المستمرة كمراقبة تستمر طيلة السنة الدراسية وتقيم عمل التلميذ في كل مراحل دراسته في صحته ومرضه في فرحه وحزنه ...في مختلف تقلباته .
الا انه ومع مرور السنين اصبح هذا المفهوم يتلاشى ليعوض بمفهوم الامتحان او الاختبار مع تسميته بالمراقبة المستمرة. ذلك ان المراقبة اصبح لها وقت معلوم وتنجز في اوراق مستقلة ويتم وجوبا حفظها في المؤسسة من اجل مراقبتها و..و...و...كل ذلك سببه انعدام الثقة في الاستاذ والذي هوالمفترض فيه من يقرر نجاح التلميذ من عدمه هذا في الوضع العادي الطبيعي.
ان منظومتنا التربوية التكوينية في حاجة ماسة الى اصلاح بل الى اعادة النظر في كل مكوناتها بعيدا عن الحلول الترقيعية والاصلاحات الشكلية والمزايدات السياسية والحملات الانتخابية .
 ويدخل التقويم التربوي ضمن هذه المكونات ان لم يكن هو اهمها لانه يقوم في نهاية المطاف كل المكونات وكل الجهود المبذولة.

الباحث التربوي : ذ. علي أشهبون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق