امتحان الباكالوريا مسؤوليتنا جميعا.
محمد بنوي: باحث في قضايا التربية والمجتمع.
نبذة عن الكاتب:
الاسم والنسب : محمد بنوي.تاريخ ومكان الازدياد :1963 ببني ملال.الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية بنفس المنطقة.الحالة العائلية : متزوج . عدد الأبناء : 3حائز على الإجازة في شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس.تخصص: فلسفة عامة : جامعة محمد الخامس بالرباط.حاصل على شهادة استكمال الدروس : تخصص فلسفة اسلامية : من نفس الجامعة .أستاذ سابق لمادة الفلسفة .مدير تربوي سابق في التعليم الخصوصي.مكون ومؤطر تربوي .باحث في مجال التربية والتعليم وقضايا المجتمع .مساهمات كتابيةو حوارات في عدد من المنابر الإعلامية، الورقية والالكترونية منذ سنة 2010.
حينما فكرت في كتابة مقال حول ما يجب علينا
كفاعلين تربويين،تقديمها لبناتنا وابنائنأ المقبلين على اجتياز امتحان الباكالوريا
2020 ومن خلال بحثي في تاريخ الباكالوريا بالمغرب،وقفت على معلومات اعتبرها مهمة
في تحفيز الجميع لإجراء هذا الامتحان في أحسن الظروف رغم تداعيات ومخلفات هذه
الجائحة ،لان التاريخ عرف أزمات صحية اخطر من كورونا ورغم ذلك لم تتوقف الحياة
العلمية وتمكن العديد من الأشخاص في فترات صعبة جدا من تاريخ بلادنا من اجتياز
الباكالوريا وأصبحوا من الأطر الوطنية العليا،من بينهم على سبيل المثال لا الحصر
الوطني الكبير محمد الفاسي رحمه الله،أول وزير للتعليم في مغرب الاستقلال. لنعود إلى يومنا هذا لنقول بأنه لم تعد تفصلنا عن
الامتحان الوطني الموحد لسنة 2020 إلا بضعة أيام وسيتذكر الجميع أن هذا الحدث
التربوي تزامن مع انتشار كوفيد 19،الذي لم تسلم منها بلادنا, ولكن بأقل الأضرار في
الأرواح البشرية بفضل الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة رسميا و شعبيا.فبعد
سنوات سيتم الحديث عن باك 2020 ،في عام كورونا ،كما تم الحديث عن أول باكالوريا في
المغرب تحت الحماية الفرنسية سنة 1919والذي تزامن مع اخطر الأوبئة التي عاشتها
البشرية في القرن 20 ،انه الانفلووانزا الاسبانية الذي ظهر مباشرة بعد الحرب العالمية
الأولى سنة 1918واستمر إلى سنة 1920وخلف حسب الإحصائيات الموثقة حوالي 500مليون مصابا ومابين 50 مليون و100مليون من
المتوفين ،ما يقارب ضعف عدد قتلى الحرب العالمية الأولى. إن التاريخ يسجل كل شيء
وهو وعاء لكل الأحداث السارة والأليمة.
لنترك باكالوريا 1919التي اجتازها آنذاك 24
مرشحا فقط في مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة ونعود إلى باك2020 في عام كورونا
،لنقول أولا:
إن الوزارة المسؤولة والمشرفة على هذا الاستحقاق العلمي وبدعم من
مختلف أجهزة الدولة ،قامت ولازالت،بكل ما يفرضه الواجب الوطني،لإنجاح محطة 2020 من
الباكالوريا المغربية في هذه الظروف الاستثنائية.
ثانيا: علينا نحن كفاعلين وشركاء تربويين أن نكون في مستوى هذا
الحدث وعلينا تقع مسؤولية تشجيع وتحفيز كل المتعلمات والمتعلمين وهم تحت ضغط مزدوج
في هذه السنة ،ضغط الامتحان وضغط كورونا ولكن كيف؟
- دور الإدارة التربوية وهيئة التدريس:
لاشك أن هذه الفئة من الفاعلين التربويين
بما يتميزون به من علاقة مباشرة مع المترشحات والمترشحين ومواكبتهم لمسيرتهم
الدراسية ومعرفتهم لمستواهم المعرفي في كل مادة دراسية وهم أيضا على اطلاع بطموحهم
وآفاقهم في الدراسات العليا واختياراتهم لمهن المستقبل ،ونظرا لما تتمتع به الأطر
الإدارية والتربوية من خبرة بيداغوجية وتجربة مهنية فإنها ( أي الأطر) في هذه
المرحلة الحاسمة من الإعداد والتحضير وما يصاحب ذلك من قلق وخوف طبيعي من الامتحان
،فإنها مطالبة بتقديم كل أنواع الدعم المعرفي والنفسي،حتى يصل جميع الشابات والشبان
إلى يوم أو أيام الامتحان في أحسن حالة نفسية وأفضل وضعية من الاستعداد المعرفي
.يقال:" إن المدير(ة)والناظر(ة) و الحارس(ة) العام(ة) و المعيد والأستاذ(ة) هم
الآباء البيداغوجيين و الأمهات البيداغوجيات للمتعلمات و المتعلمين.
- دور الأسرة في توفير جميع الشروط:
من الإشكاليات والصعوبات التي تعترض منظومتنا
التربوية وتحول دون تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في إعداد الطفل(ة) واليافع(ة)
والشاب(ة) أخلاقيا وتربويا ومعرفيا وعلميا،ليكون مواطنا مندمجا في الحياة المهنية
والاجتماعية ، هي أن نسبة كبيرة من الأسر لا تواكب بناتها وأبنائها في دراستهم ولا
تعرف ماذا يفعلون في المدرسة والإعدادية والثانوية بل إن الأمهات والإباء أصبحوا
في هذا العالم الرقمي الجارف لايعرفون ماذا يفعلون حتي في البيت وهم جالسون مع
بعضهم البعض.إن الخطأ الكبير الذي يقع فيه اغلب ربات وأرباب الأسر اعتقادهم بان
مهمتهم تنحصر فقط في توفير المسكن والمأكل والملبس أما" توفير" المعرفة
والعلم وقيم المواطنة،فان ذلك موكول إلى المؤسسة التعليمية. إن عملا كبيرا
ينتظرنا في تعليم وتثقيف الأسرة وتوعيتها بدورها "كمؤسسة تربوية أولى"
كما ورد في الميثاق الوطني للتربية والتكوين.إن محاربة الأمية الأبجدية والثقافية
و المعرفية مسؤولية الدولة والمدرسة والأسرة أيضا.
رغم كل هذه الاكراهات فان الأسر لها دور كبير في توفير جميع الشروط
المادية والغذائية الصحية المتوازنة لبناتها وأبنائها في التحضير لجميع الامتحانات
ومنها الباكالوريا. يجب أن تعلم الأمهات والآباء وكل راشد في البيت أن المتعلم(ة)
المترشح(ة) يجب أن يتفرغ للتحصيل والمراجعة ولا شيء غير ذلك.وكما قلنا عن
الإداري(ة) وعن الأستاذ(ة) فان مهمة الأم والأب يجب أن تكون بيداغوجية أيضا
بالإضافة إلى وظيفتهما البيولوجية خاصة في وسط الأسر المتعلمة.
خلاصة:
إن دعم متعلماتنا ومتعلمينا على كافة المستويات
مسؤولية الجميع ،الأسرة والمؤسسة التعليمية وكل شركاء التربية والتكوين والتعليم
.يجب علينا جميعا أن نتسلح بثقافة التحفيز ونحارب في أنفسنا أولا وفي الآخرين
ثانيا ثقافة الإحباط والتبخيس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق